في ملتقى وطني حول ارساء ثقافة المعلومات باحثين واساتذة يبرزون دور المكتبات في بناء المجتمعات وتطورها بتلمسان
شدد المشاركون في ختام الملتقى الوطني حول ارساء ثقافة المعلومات في المجتمع الجزائري المنظم من طرف مكتبة محمد ديب بالتنسيق مع مركز المعارض ومخبر الانساق وجامعة وهران على ضرورة الى ارساء ثقافة المعلومات في المجتمع في ضل التطورات الحاصلة إضافة الى دور المكتبات العمومية في هذا المجال اذ أصبح المجتمع ينظر إلى المكتبات ومراكز المعلومات بأنها مؤسسات تثقيفية هامة لها وظيفتها المبدئية في دعم الثقافة التي تحتويها وبدلك فهي تدعم الروابط الاجتماعية داخل المجتمع الواحد من خلال ما تقدمه من أنشطة ثقافية وندوات فكرية وملتقيات متنوعة ساهمت بشكل كبير في ابراز أهمية ثقافة المعلومات في ظل الثورة التقنية الهائلة التي تشهدها المجتمعات في الوقت الراهن وخلصت الندوة الى اجماع الاساتذة المشاركين بأن المكتبات العمومية تلعب دورا جوهريا في بناء المجتمعات ورقيها، فهي بمثابة مركز الإشعاع الثقافي ،و بالتالي من الواجب ان يتفاعل المواطن مع هذا النوع من المكتبات وأنشطتها بإيجابية باعتبارها فضاء عمومي مرجح لاحتضان التنوع القافي والاعتراف بالآخر، وغيرها من هذه المبادئ،خاصة بعد المقاربات التي استخدمت مفهوم هابرماس عن الفضاء العمومي ،مما يساعد على تعزيز تواجدها ودورها كفضاء للعيش ونظرا لتحول العالم حول عدة معطيات حديثة أدت إلى بروز مجتمع جديد يلتف حول استخدام المعلومة في مناحي حياته باستخدام التكنولوجيا الحديثة أصبح مجتمع معلومات بحق، وبالتالي فقد ظهرت ادوار جديدة تمثل وساطة في إرساء عدة ثقافات متنوعة ظهرت بهذا الشكل ووجود المكتبة في إطارها السوسيوثقافي قد أثبتت نجاحها في معالجة عدة ظواهر اجتماعية وأصبحت أداة للتغيير في عدة مجالات وهو ما يعكس الدور الحقيقى للمكتبات العمومية وعلاقتها بالفضاء العمومي حيث يجتمع المواطن على اختلاف وتنوع ثقافته ومستواه لمناقشة مواضيع تتعلق بواقعه المعاش حيث تفضي إلى اتخاذ قرارات كتنظيم إضرابات وتجمعات وتظاهرات وملصقات تتعلق بالصالح العام ويمكن لها ان تؤثر في القرارات السياسية من اجل إرساء ثقافة متوازنة لمجتمعنا و كذلك إبراز القرائن من وراء إقحام مفهوم الفضاء العمومي في أسس المكتبات الفلسفية، الثقافية، الاجتماعية، السياسية ومن وراء ذلك معرفة ما إذا كانت مشاريع المكتبات العمومية في الجزائر ترتكز على هذه الخلفية بغض النظر عن السياق الذي جاءت فيه وأكد الاستاذ شعيب لحاج منسق الملتقى في محاضرة بعنوان المكتبات العمومية كفضاء عمومي في مقاربة نظرية ان مكتبات المطالعة العمومية الجزائرية واكبت مختلف تكنولوجيات المعلومات كحتمية بهدف التكيف مع متطلبات عصر المعلومات نتيجة للتطورات الهائلة في مجال تكنولوجيا المعلومات فقد أصبحت هذه الأخيرة من المقومات الرئيسية لتقديم الخدمات بالمكتبات معتبرا أن مفهوم الفضاء العمومي من المفاهيم الحديثة النشأة مقارنة بتاريخ المكتبات، والذي ارتبط بها باعتبارها مؤسسات تقدم خدمة عمومية لكافة المواطنين، تضمن حصول ووصول الجميع إلى المعلومات والثقافة ما يسمح لهم بالاندماج في المجتمع وتجسيد مبدأ الديمقراطية كما ان إسقاط مفهوم الفضاء العمومي على المكتبات يعطيها أبعادا أخرى، غيرت من التصور السائد حول إمكانية الاستغناء عن هذه المؤسسات أما الاستاذ سي الاستاذ دحماني بلال من جامعة خميس مليانة فاستعرض في محاضرته دور مكتبة الشارع والمطالعة العمومية في الفضاء المفتوح حيث اكد إن معدل القراءة في أوساط الجزائريين لا تتعدى الـ6 دقائق في الأسبوع، يقابل ذلك 7 ساعات عند الأوروبيين و10 ساعات في الهند، وهي المصنفة الأولى عالميا، أما من حيث الإصدارات فإن الصين تحتل المرتبة الأولى عالميا بـ440 ألف كتاب جديد في السنة، تليها روسيا بـ304 ألاف كتاب سنويا، وتأتي في مقدمة الدول العربية مصر بإصدارها 90 ألف كتاب كل سنة، بينما تصدرالجزائر670 كتابا فقط ليتبين أن هناك خلل ما على جميع المستويات يجب تداركه على الأقل بالسماح بدخول الكتب الأجنبية في مختلف المجالات لتغطية العجز الحاصل وقبل ذلك وجب دعم أسعار الكتب التي لاتزال في غير متناول الجميع وفق ما يراه كثير من المثقفين وطالب المحاضر بضرورة الاستثمار الثقافي الناجح في مكتبات الشارع والفضاء المفتوح للترغيب في المطالعة العمومية واكد الاستاذ شباحي مهدي ان دور المكتبات العمومية يبقي مهم في ارساء ثقافة المعلومات لتساعد على إكساب الفرد المهارات الأساسية للتعامل معها من حيث هويتها وبنيتها وآثارها الاجتماعية والاقتصادية وقد تعدت أهمية ثقافة المعلومات مجال التعليم، حيث باتت تؤثر في حياة الأفراد اليومية بل إن متطلبات مجتمع المعلومات في صورتها الراهنة تتطلب من الفرد العادي الإلمام بالمهارات المعلوماتية الأساسية لحل المشكلات التي تواجهه ولتمكينه من الإلمام بكافة المتغيرات السياسية والاقتصادية والثقافية المحيطة به وأبرز الاستاذ نيمور عبد القادر من جامعة وهران دور المكتبة العمومية في المجتمع الجزائري من خلاله ما تقدمه من معلومات ومعطيات إضافية في حين اكد الاستاذ حاجي نور الدين أنه في ضل تعقد البيئة المعلوماتية الحالية يواجه الأفراد بدائل وخيارات متعددة تتعلق بحصولهم على المعلومات سواء في مراحل دراستهم الجامعية أو في عملهم وحتى فيما يتعلق بحياتهم الشخصية ونظرا للتنوع الكبير في أشكال مصادر المعلومات وتوافر معلومات تفتقر إلى الدقة والمصداقية خاصة عندما يتعلق الأمر بالمعلومات المتاحة في شكل إلكتروني فلقد فرضت ذلك تحديات جديدة اخرى منها إلمام الأفراد بهذه المهارات
لمساعدتهم على تحديد اختياراتهم المناسبة من المعلومات التي تمثل ركيزة اساسية لا غنى عنها للتعلم مدى الحياة فهي ضرورية لكل التخصصات في كل بيئات التعلم وكافة مستويات التعليم وهو ما ذهب اليه الاستاذ قدوري عبد الرحمن من جامعة سعيدة الذي استعرض ميولات القارئ في الزمن الرقمي حيث حدد سمات الشخص المثقف معلوماتيا بالقدرة على تعريف مدى المعلومات المطلوبة والوصول إليها بسرعة و بكفاءة وكذا التقييم الناقد لمصادر المعلومات و استخدامها بكفاءة لإنجاز المهام المطلوبة وضرورة الإلمام بالقضايا الاقتصادية و القانونية و الاجتماعية المرتبطة باستخدام المعلومات كما ركزت الاستاذة بسايح أسماء من جامعة تلمسان علىور المكتبة في الفاعلية والفعالية في ضل التطور التكنولوجي حيث ارتبط مفهوم ثقافة المعلومات بعدد أخر من المفاهيم ذات العلاقة يأتي في مقدمتها تكنولوجيا ومهارات المكتبات ومهارات المعلومات، غير أن جل الدراسات قد خلصت إلى أن ثقافة المعلومات هو مفهوم أوسع من كل وتمكن ثقافة المعلومات الأفراد من بناء أحكام موضوعية عن كافة القضايا والمشكلات التي يتعاملون معها كما تيسر ثقافة المعلومات وصول الأفراد إلى المعلومات المتصلة بواقعهم وبيئتهم وصحتهم وأعمالهم، وبناء على ما تقدم فإن افتقاد القدرة على الوصول إلى المعلومات المناسبة والدقيقة من مضامينها المختلفة من شأنه أن يؤثر سلبا على قدرة الفرد على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب وأكد مدير المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بتلمسان محمد طرشاوي أن الندوة التي شارك فيها باحثين واساتذة من مختلف جامعات الجزائر سمحت بابراز دور المكتبات في ارساء ثقافة المعلومات لدى المجتمع من خلال الأنشطة والفعاليات والخدمات التي قدمتها إضافة لدورها في تكوين جيل من المكتبين ما سمح من توفير أنماط متعددة من مواد المعرفة ومصادر المعلومات التي يحتاج إليها أفراد المجتمع ما يسمح في رفع المستوى العلمي والثقافي لأفراد المجتمع ولا تزال المكتبات تساهم المكتبات في تحقيق أهداف وخطط الحكومة في التحول إلى مجتمع المعرفة التنافسي وترسيخ وتضمين القراءة في الثقافة من خلال إتاحة وتوفير الممكنات المعرفية لتعزيز وتشجيع القراءة في المجتمع اضافة إلى تعزيز أطر المشاركة في مصادر المعرفة بين الجميع وتيسير سبل الوصول لمصادر المعلومات والمعرفة وحملت الندوة اسم الفقيدة بلبشير سميرة مديرة مكتبة عين تموشنت . ع جرفاوي
Commentaires